Wednesday 23 December 2020

الانهاك الاكلينيكى فى السويد


الإنهاك الإكلينيكى فى السويد

ربما لا يعرف الكثيرين عنى اننى كنت موظفة حيث اننى كنت مفتشة تموين حيث كان ذلك عملى بالتعيين عن طريق القوى العاملة ورغم اننى لا اقتنع بالعمل الحكومى لأننى لا اعيش فى دولة يحترم فيها انسانيتى فى العمل الحكومى ولكننى اضطررت للعمل الحكومى حينما قدمت لى والدتى فى مسابقة للقوى العاملة وقد فزت فيها وقررت ان اجرب العمل الحكومى لتجربة العمل خارج البيت ونظرا لأننى درست سياسة وكنت معارضة ومحترفة سياسيا فكانت الدولة التى اعيش فيها والتى تنتهك حقوق الإنسان تعتبر عملى فرصة للتحرش بى وظيفيا فى مضايقتى واضطهادى حيث كان عملى يختص بالبطاقات التموينية وكنت احرص فيه جدا لأننى اتعامل مع البسطاء والفقراء وهذا ما اريده دائما فى رسالتى الإنسانية وكم كنت اشعر بالفرحة والإنبساط حينما اؤدى خدمة لمواطن بسيط او فقير وارى الإبتسامة فى وجهه وكان هذا يكفينى حيث ان ذلك ما كنت استمر لاجله فى العمل اما عن المرتب فكان حتى لا يكفى تكلفة خروجى لبيتى يوميا ولكنهم لم يتركونى وبدأوا فى اضطهادى فى العمل فى رفض ندبى ونقلى وفى الأجازات حيث تعسف المديرين لى فى العمل عن قصد وبقرأتى عن الإنهاك الإكلينيكى فى السويد اكتشفت مدى التوافق بينى وبين شعب السويد حيث كنت اتعرض له فكنت اصل لمرحلة اننى لا استطيع الذهاب للعمل وامر بحالة اننى لا اريد الذهاب للعمل واريد المكوث فى البيت لمدة يوم فأغلق تليفونى وارتاح فكريا ولكنهم فى عملى كانوا يتحججون وينتظرون الفرص لتهديدى بتحويلى للتحقيق حيث كانوا يعاملونى معاملة سيئة وقد قررت الإستقالة بعد تفكير عميق ونظرا لأن حكومتى التى هى ليست انسانية استكثرت ان انسحب فى العمل باسلوب محترم وهو تقديم استقالتى حيث ان ذلك يعنى إننى انا الذى لا اريدهم وان قرار استقالتى هو قرارى انا وبحريتى فأجبرونى للفصل فى العمل لأخلص لاضطهادهم

وبذلك ندرك الفرق بيننا وبين السويد حيث انه فى السويد يكون حق الموظف ان لا يذهب للعمل لشعوره بالتعب وبمجرد ان يبلغ مديره فى العمل بذلك تليفونيا يحصل لأجازه لمدة اسبوع فى السويد لمجرد انه يشعر بالتعب ولا يريد الذهاب للعمل

ولنعرف فى البداية ما هو الإنهاك الإكلينيكى وهو الشعور بالإنهاك الشديد بسبب ضغط العمل المستمر ولأنك تعمل كثيرا وتبذل مجهود فكرى شديد وذلك لأنك تحرص للمثالية فى اداء عملك ويكون ذلك خارج عن ارادتك لأن الشخص فى هذه الحالة يكون عقله مستمر فى التفكير والعمل الشديد ولا يدرك انه قد اجهد بسبب ذلك

ولكنك تستعجب لوجود تلك الحالة فى السويد حيث ان فى السويد هناك رفاهية فى اداء العمل واحترام لانسانية الموظفين بالأجازات لكل الظروف بداية لرعاية الأطفال والتى تكون مدفوعة المرتب حيث تدفعها الحكومة السويدية حتى الأجازة لمجرد الشعور بالتعب وانك لا تريد الذهاب للعمل وكذلك امتياز ان ساعات العمل لديهم محددة ولفترات قصيرة واهتمامهم بالجانب الترفيهى بمناظر الطبيعة الخلابة وامكانية الإستراحة عن العمل فى الأماكن الطبيعية فى الحدائق والشواطىء الا ان الموظفين فى السويد يمرون احيانا بهذه الحالة وهى حالة الإنهاك الإكلينيكى ولأن السويد متقدمة فكريا فاكتشفت ظاهرة الإنهاك الإكلينيكى التى يمر بها الموظف وقررت ان تمنحة اجازة فى تلك الحالة وليس ذلك فقط ولكنه ايضا يحصل للجزء الأكبر لمرتبه فى تلك الأجازة ولتدرك بذلك الفرق فى التعامل فيما كان يحدث معى عندما امر بتلك الحالة وبين تعامل الحكومة السويدية مع الموظفين حينما يمرون بتلك الحالة

وتنصح الحكومة السويدية الأشخاص الذين يتعرضون لتلك الحالة بالراحة حتى عن التفكير وهذا ما كنت افعله تلقائيا مع نفسى عندما اشعر بذلك واغيب يوم عن العمل

والعلماء فى السويد فسروا تلك الحالة انها بسبب ان
هذا الشخص الطموح الذى يريد دائما المثالية فى اداء العمل ينهك نفسه كثيرا بالتفكير العقلانى لانجاز عمله لابراز تفوقه ولذلك يشعر بالإنهاك وكذلك احيانا الشخص يكون يريد ان يهرب لتلك الازمات الشخصيه التى يمر بها بالإنهاك الشديد فى العمل وان كان ذلك يعتبر جيد فى بعض الأحيان
وهذا ما افعله ايضا تلقائيا مع نفسى بالإنغماس الشديد فى الدراسة والقرأة وكتابة المقالات ورغم ان ذلك يجهدنى جدا ولكننى تأكدت ان ذلك نتيجته ايجابية فى تحويل ازماتى الشخصية الى نجاحات فى فى مجال عملى وتدريجيا ومع مرور الوقت حينما انخرطت بالإنهاك فى العمل فى الدراسة وكتابة المقالات فاننى انسى ازماتى الشخصية واكون مركزة فقط فى نجاحى العملى فى كتابة المقالات

والبعض يفسرها أيضا بأن الإنهاك الشديد يكون بسبب ممارسة الرياضة بإجهاد للوصول للياقة المطلوبة وهذا ما يحرص فيه الشعب السويدى وأنا أيضا حريصة لذلك حيث امارس رياضة المشي
وكما يعتقد البعض أن ذلك قد يؤدى التى الإنهاك
فهناك الذى يرى أن ذلك مفيد فى التجديد والإستراحة عن التفكير والعمل لذلك أنا أرى أن الإعتدال فى ممارسة الرياضة هو المطلوب بحيث لا تكون مجهدة تؤدى التى الإنهاك ولكنها تكون ضمن برنامجنا اليومى للتخلص للتوتر ولتستمر لياقتنا

وانصح الدول التى تعانى انتهاكات حقوق الإنسان فى حقوق الموظفين ان تتخذ السويد قدوة فى التفكير فى حقوق الإنسان حتى فى الحالات العرضية التى قد يمر بها الإنسان وليس ذلك فقط ولكن مع التقدير الإنسانى لهؤلاء للموظفين فى منحهم الأجازات مع الجزء الأكبر فى مرتبهم

ريهان السيد عبد الوهاب عفيفى
www.rihanalsyed.blogspot.com
youtube / rihan the truth
facebook /rihan alsyed
twitter / rihan alsyed

No comments:

Post a Comment