الإنهاك الإكلينيكى فى السويد
ربما لا يعرف الكثيرين عنى اننى كنت موظفة حيث اننى كنت مفتشة تموين حيث كان ذلك عملى بالتعيين عن طريق القوى العاملة ورغم اننى لا اقتنع بالعمل الحكومى لأننى لا اعيش فى دولة يحترم فيها انسانيتى فى العمل الحكومى ولكننى اضطررت للعمل الحكومى حينما قدمت لى والدتى فى مسابقة للقوى العاملة وقد فزت فيها وقررت ان اجرب العمل الحكومى لتجربة العمل خارج البيت ونظرا لأننى درست سياسة وكنت معارضة ومحترفة سياسيا فكانت الدولة التى اعيش فيها والتى تنتهك حقوق الإنسان تعتبر عملى فرصة للتحرش بى وظيفيا فى مضايقتى واضطهادى حيث كان عملى يختص بالبطاقات التموينية وكنت احرص فيه جدا لأننى اتعامل مع البسطاء والفقراء وهذا ما اريده دائما فى رسالتى الإنسانية وكم كنت اشعر بالفرحة والإنبساط حينما اؤدى خدمة لمواطن بسيط او فقير وارى الإبتسامة فى وجهه وكان هذا يكفينى حيث ان ذلك ما كنت استمر لاجله فى العمل اما عن المرتب فكان حتى لا يكفى تكلفة خروجى لبيتى يوميا ولكنهم لم يتركونى وبدأوا فى اضطهادى فى العمل فى رفض ندبى ونقلى وفى الأجازات حيث تعسف المديرين لى فى العمل عن قصد وبقرأتى عن الإنهاك الإكلينيكى فى السويد اكتشفت مدى التوافق بينى وبين شعب السويد حيث كنت اتعرض له فكنت اصل لمرحلة اننى لا استطيع الذهاب للعمل وامر بحالة اننى لا اريد الذهاب للعمل واريد المكوث فى البيت لمدة يوم فأغلق تليفونى وارتاح فكريا ولكنهم فى عملى كانوا يتحججون وينتظرون الفرص لتهديدى بتحويلى للتحقيق حيث كانوا يعاملونى معاملة سيئة وقد قررت الإستقالة بعد تفكير عميق ونظرا لأن حكومتى التى هى ليست انسانية استكثرت ان انسحب فى العمل باسلوب محترم وهو تقديم استقالتى حيث ان ذلك يعنى إننى انا الذى لا اريدهم وان قرار استقالتى هو قرارى انا وبحريتى فأجبرونى للفصل فى العمل لأخلص لاضطهادهم
وبذلك ندرك الفرق بيننا وبين السويد حيث انه فى السويد يكون حق الموظف ان لا يذهب للعمل لشعوره بالتعب وبمجرد ان يبلغ مديره فى العمل بذلك تليفونيا يحصل لأجازه لمدة اسبوع فى السويد لمجرد انه يشعر بالتعب ولا يريد الذهاب للعمل
ولنعرف فى البداية ما هو الإنهاك الإكلينيكى وهو الشعور بالإنهاك الشديد بسبب ضغط العمل المستمر ولأنك تعمل كثيرا وتبذل مجهود فكرى شديد وذلك لأنك تحرص للمثالية فى اداء عملك ويكون ذلك خارج عن ارادتك لأن الشخص فى هذه الحالة يكون عقله مستمر فى التفكير والعمل الشديد ولا يدرك انه قد اجهد بسبب ذلك
ولكنك تستعجب لوجود تلك الحالة فى السويد حيث ان فى السويد هناك رفاهية فى اداء العمل واحترام لانسانية الموظفين بالأجازات لكل الظروف بداية لرعاية الأطفال والتى تكون مدفوعة المرتب حيث تدفعها الحكومة السويدية حتى الأجازة لمجرد الشعور بالتعب وانك لا تريد الذهاب للعمل وكذلك امتياز ان ساعات العمل لديهم محددة ولفترات قصيرة واهتمامهم بالجانب الترفيهى بمناظر الطبيعة الخلابة وامكانية الإستراحة عن العمل فى الأماكن الطبيعية فى الحدائق والشواطىء الا ان الموظفين فى السويد يمرون احيانا بهذه الحالة وهى حالة الإنهاك الإكلينيكى ولأن السويد متقدمة فكريا فاكتشفت ظاهرة الإنهاك الإكلينيكى التى يمر بها الموظف وقررت ان تمنحة اجازة فى تلك الحالة وليس ذلك فقط ولكنه ايضا يحصل للجزء الأكبر لمرتبه فى تلك الأجازة ولتدرك بذلك الفرق فى التعامل فيما كان يحدث معى عندما امر بتلك الحالة وبين تعامل الحكومة السويدية مع الموظفين حينما يمرون بتلك الحالة
وتنصح الحكومة السويدية الأشخاص الذين يتعرضون لتلك الحالة بالراحة حتى عن التفكير وهذا ما كنت افعله تلقائيا مع نفسى عندما اشعر بذلك واغيب يوم عن العمل
والعلماء فى السويد فسروا تلك الحالة انها بسبب ان
هذا الشخص الطموح الذى يريد دائما المثالية فى اداء العمل ينهك نفسه كثيرا بالتفكير العقلانى لانجاز عمله لابراز تفوقه ولذلك يشعر بالإنهاك وكذلك احيانا الشخص يكون يريد ان يهرب لتلك الازمات الشخصيه التى يمر بها بالإنهاك الشديد فى العمل وان كان ذلك يعتبر جيد فى بعض الأحيان
وهذا ما افعله ايضا تلقائيا مع نفسى بالإنغماس الشديد فى الدراسة والقرأة وكتابة المقالات ورغم ان ذلك يجهدنى جدا ولكننى تأكدت ان ذلك نتيجته ايجابية فى تحويل ازماتى الشخصية الى نجاحات فى فى مجال عملى وتدريجيا ومع مرور الوقت حينما انخرطت بالإنهاك فى العمل فى الدراسة وكتابة المقالات فاننى انسى ازماتى الشخصية واكون مركزة فقط فى نجاحى العملى فى كتابة المقالات
والبعض يفسرها أيضا بأن الإنهاك الشديد يكون بسبب ممارسة الرياضة بإجهاد للوصول للياقة المطلوبة وهذا ما يحرص فيه الشعب السويدى وأنا أيضا حريصة لذلك حيث امارس رياضة المشي
وكما يعتقد البعض أن ذلك قد يؤدى التى الإنهاك
فهناك الذى يرى أن ذلك مفيد فى التجديد والإستراحة عن التفكير والعمل لذلك أنا أرى أن الإعتدال فى ممارسة الرياضة هو المطلوب بحيث لا تكون مجهدة تؤدى التى الإنهاك ولكنها تكون ضمن برنامجنا اليومى للتخلص للتوتر ولتستمر لياقتنا
وانصح الدول التى تعانى انتهاكات حقوق الإنسان فى حقوق الموظفين ان تتخذ السويد قدوة فى التفكير فى حقوق الإنسان حتى فى الحالات العرضية التى قد يمر بها الإنسان وليس ذلك فقط ولكن مع التقدير الإنسانى لهؤلاء للموظفين فى منحهم الأجازات مع الجزء الأكبر فى مرتبهم
ريهان السيد عبد الوهاب عفيفى
www.rihanalsyed.blogspot.com
youtube / rihan the truth
facebook /rihan alsyed
twitter / rihan alsyed
No comments:
Post a Comment